أسرى فلسطين... هل تذكر ؟

ملاحظة : هذه المقابلة اجريت قبل اغلاق جمعية انصار السجين بامر عسكري وحجز كافة معداتها وملفاتها . .


جمعية أنصار السجين، عطاءات جبارة وامكانيات محدود




ملف الأسرى الفلسطينيين على مصراعيه


وتحاور مدير جمعية انصار السجين منير منصور ، وديانا حسين والدة الاسير ربيع


ثوري 48 / لمجلة قبسات من نور


منير منصور :
الاسير يحمل صورة المجتمع الاخيرة ، صورة بلدته الاخيرة، وتتجمد معه في السجن.
حين وصلت البيت بعد 13 عاماً من الاعتقال طلبت جرعة ماء، وفوجئت انه بارد، وعندها عرفت ان هناك ما يسمى الثلاجة .
نحن نخرج من السجن، لكن السجن لا يخرج منا .
ديانا حسين والدة الاسيرة ربيع :
أصعب الحالات التي مرت علي كانت في بداية كل سنة دراسية، حين أرى أولاد جيله وأولاد صفه متوجهين إلى مدرسته وهو ليس بينهم
عن طريق مجلة قبسات من نور ان ابعث بتحياتي لجميع الاسرى والاسيرات والاشبال، ولا تدعوا اليأس في نفوسكم نحن معكم .. رددوا دوماً
سنعود يا أماه ، اختاه للوطن رغم الشقاء وقسوة الزمن
رغم الليالي العابثات بنا والجوع والتشريد والمحن
************************************************** *********************




المطلع على الواقع والمدرك للعلاقة الموجودة بين الفلسطيني والحكومة الاسرائيلية يدرك حقيقة العلاقة الموجودة ، يستطيع ان يفهم الاجراءات التعسفية التي تتبع علاقة من هذا النوع : قتل، تجريح، اهانة، والزج في السجون ...
في أكتوبر عام 2000 كانت الصورة الأكثر وضوح لوجه الدولة " الديموارهابي " ولم يكن ما تلا أكتوبر هو أكثر لطفاً فقد استشهد بعد اكتوبر اثنا عشرة فلسطينياً من الداخل ، خلال الخمسة سنوات، كما استشهد أربعة فلسطينين في مجزرة شفاعمر الارهابية .
كما تعرض الفلسطينيون إلى مضايقات كثيرة ومستمرة، شواء في شروط القبول لكلية اورانيم التعسفية ، فصل العمال لانهم يتحدثون العربية ، وعشرات طلبات العمل فقط لليهود، او لمن انهى الخدمة في الجيش، البطالة المتفشية والتي تصدرتها في الدولة عشرة قرى وجميعهم قرى عربية ، الهتافات في الملاعب المنادية ب" الموت للعرب " ، عدوان حرس الحدود على المواطنين ... كل هاذا يدل إلى ذات علاقة هذه الدولة الحضارية مع مواطنيها ..
والمآساة التي تلت ذلك كانت أبشع فقد وصل في العام الماضي وفق مراكز الاحصاء الرسمية عدد الاطفال الفقراء في الداخل الفلسطيني إلى 420000 طفل فلسطيني فقير ، بما معناه 60% من أطفال الداخل الفلسطيني فقراء ...
ومن جهة ثانية وهو الموضوع الذي سنركز عليه ، فقد كانت حملات الاعتقالات جزء لا يتجزء من التعامل الاسرائيلي مع فلسطينيوا الداخل، لكنها كانت اعتقالات تعسفية، وفي العديد من الحالات كان يعتقلون شباب وزجهم في السجن فترات طويلة ، دون اي لائحة اتهام ، اعتقالات اذلالية لا أكثر لكسر شوكة الفلسطينين .
عشرات الأسرى يقبعون في غياهب السجون الاسرائيلية، بعضهم قضى سنوات طويلة وما زال ينتظر، والبعض معتقل دون لائحة اتهام ...
هذه الاعتقالات والتي ازدادت بشكل ملحوظ في سنوات الثمانينات، كانت اعتقالات جماعية مما دفع بعض الأسرى المحررين لانشاء جمعية ترعى شؤون الأسرى والمعتقلين وتطالب بحقوقهم وتدافع عنهم ، وقد كان من بين أعضاء هذه الجمعية المناضل الفلسطيني الذي قضى تسعة عشرة عاماً في السجون، وهوالمناضل ( منير منصور ) ابن قرية مجد الكروم ،حيث ترأس الجمعية لتنطلق بعدها وتفتح مراكز وفروع امتدت من الجليل حتى رام الله .
زرته في مكتب الجمعية في قرية مجد الكروم الجليلية / القريبة من عكا، بداية وعلى مدخل الجمعية، اعتقدت اني وصلت العنوان الخطأ فقد كانت في المدخل عشرات البطانيات، أجهزة التدفئة، بكميات هائلة، ثلاجات كبيرة ملأى بالتمر ... التفت هنا وهناك، حتى رأيته عابراً فنظر الي وابتسم، وقد ايقن انبهاري ، وقال انت في العنوان الصحيح هذه حاجيات مرسلة للأسرى.
تجولت قليلاً في غرف الجمعية، فكانت متحفاً فلسطينياً مميزاً، عشرات التحف الفنية، والاشغال اليدوية الفلسطينية، عشرات رسائل الشكر من أسرى، عشرات الهدايا والرسومات واللوحات الفنية من الأسرى، وكميات ضخم من الملصقات و ( بوستريم ) التي تمجد بالأسرى وبطولاتهم .
منير منصور الفلسطيني الذي قضى شبابه في السجون ، ولم يوقع في حياته اسمه دون كلمة صامدون ،كان لنا شرف الجلوس معه في مكتب الجمعية في مجد الكروم ليدور بيننا هذا الحوار :
بداية تحية طيبة لك أخي أبا علي ، جمعية أنصار السجين ؟ ما هي ؟ كيف نشأت ؟ هل هي تابعة لجسم معين ؟ ام هي اطار مستقل (لمحة تاريخية )
تأسست جمعية أنصار السجين في بداية سنة 1980، على يد محامين وأسرى محررين، في ظل غياب كل الجهات والمؤسسات، حيث لم يكن أية مؤسسة تعنى في شؤون الاسرى، فتأسست هذه الجمعية كتلبية وكحاجة لجسم يخدم أسرانا في سجون الاحتلال، تأسست في البداية في الناصرة، وقد ترأسها محمد ميعاري. وهي جمعية مستقلة لا تتبع لأي جسمي حزبي، وانما هي جمعية وطنية تخدم جميع الأسرى على اختلاف انتمائاتهم .
تتألف جمعية انصار السجين من 180 عضو، هيئة ادارية من 7 أشخاص، رئيس الجمعية، سكرتير تنسيق، تختاره الجمعية بناءً على توصيات المؤتمر العام .
ما هي طبيعة عمل هذه الجمعية ؟
ان طبيعة عمل الجمعية هي كالتالي :
مرافعات قانونية عن الأسرى الذين لا يملكون ان يوظفوا محامين من اجل الدفاع عنهم فتتولى الجمعية على عاتقها دفع هذه المستحقات .
متابعة قضايا الاسرى قانونياً والدفاع عنهم في المؤسسات المحلية والعالمية .
رفع قضية الأسرى إلى الرأي العام، وفضح الممارسات، واطلاع الرأي العام على ما يدور في غياهب السجون .
تقديم معونات مادية لذوي الظروف الصعبة من الأسرى وكذلك عوائلهم .
اقامة الفعاليات، مهرجانات، خيام اعتصام، اصدار مجلات ونشرات، لتعبئة الرأي العام، واحياء قضية الاسرى والتذكير بها .
تمويل دراسة الأسرى، ومساعدتهم في تحصيل دراستهم داخل السجن بعد تحقيق ذلك، حيث يدرس الآن على سبيل المثال وليد دقة، محمد كناعنة، ربيع حسين، داخل السجن .
ما هو عدد الاسرى الذين ترعاهم اليوم ؟ وإلى أي فئات ؟
أنصار السجين تتابع اليوم ما يقارب ال 800 ملف في المحاكم ضمن المرافع الحالية، كما تتابع قضية 200 أسير ضمن الاعتقال الاداري . كما تتابع قضية 3000 أسير ممنوعين من زيارة ذويهم .
بصراحة لدينا اهتمام بفئة أسرى الداخل، حيث أن هذه الشريحة لحق بها ظلم مضاعف، نتيجة لوضعيتهم القانونية الشكلية ، حيث ان اسرائيل تتعامل معهم ( كخائني ) دولة ، والمؤسسات لم تكن لتتعامل معهم كأسرى آخرين وما يتبعها من استحقاقات تقدمها السلطة .
فئة أخرى نولي لها اهمية كبيرة وهي فئة الاشبال، صغار السن، والاسيرات، بعد الانتفاضة المباركة وازدياد اعداد الاسرى والمعتقلين ، تقرر اقامة فرع في رام الله حيث اخذت آفاق كبيرة ومصداقية مميزة وشعبية غير مسبوقة. وأيضاً لطرح آلية عمل وتسهيل عمل الجمعية .
كما اننا لا ننسى ان نهتم بفئات الأسرى العرب ، كأسيرنا سمير قنطار وغيره من أسرانا العرب البواسل.
ما هي الخدمات التي تقدمها الجمعية للأسرى والمعتقلين الفلسطينين؟
تعمل أنصار السجين على الوصل بين الاسرى وذويهم ، كما تعمل على اطلاع الأسرى على ما يجري خارج السجون، حيث ترسل اسبوعياً ما يقارب ال 100 طرد يشمل كافة الصحف المحلية .
كما تجمع أنصار السجين الفطرة والصدقة للأسرى، مبالغ مالية، نشر أدبيات الأسير، توزيع الكتب بالمئات للمطالعة وزيادة ثقافتهم .
اضافة إلى ما ذكرناه سابقاً ضمن طبيعة عملنا، والمرافعة القانونية .
يوم الاسير الفلسطيني ، مجلة نفحة ، هذا يعني ان عملكم ايضاً جماهيري ، إلا ما ترمون من خلال ذلك ، وهل تعتقدون ان الوعي الجماهيري ناضج؟
الشعب الفلسطيني واع لقضيته، ولقضية الاسرى، وهو يساند ويتعاطى ويضغط سواء على المستوى السياسي الفلسطيني، لوضع قضية الاسرى في اولوية عمل السلطة ، وهذا واضح من خلال تاسيسه وزارة خاصة لموضوع الأسرى . ولا بد من الثناء على موقف الوزارة، كما أن هناك اشارة واضحة على نضوج الشارع الفلسطيني، والذي ظهر بتأسيس العديد من المؤسسات والجمعيات التي تعنى بشؤون الأسرى ، وقد ظهر مدى احتقان الشارع الفلسطيني ودعمه لقضية الأسرى في مظاهرات 8/2004 والتي سقط فيها العديد من الشهداء .
موضوع الأسرى حساس ومهم لانها ظاهرة يعيشها الشعب الفلسطيني ، دخلت قلوبنا ، وعايشناها .
لذا ما أود قوله ان يوم الاسير، مجلة نفحة، كراريسنا منشوراتنا، ما هي إلا لتعبأة الرأي العام، وتشكيل حالة تضامن يومية مع الأسرى .
نشاطات من هذا النوع هي مكلفة ، فهل هناك من يمول مشاريع من هذا النوع،ام ان الجمعية كغيرها من جمعيات الداخل تعاني الشح وقلة الموارد وبالتالي عرقلة عملها ؟
بالتأكيد هناك أزمة مالية، الضغط المستمر من قبل السلطة الاسرائيلية، واتهامنا ب ( دعم الارهاب ) ومصادرة اوراق، ملفات، حواسيب الجمعية تؤدي لعرقلة عمل الجمعية .
الأمر الذي أدى حتى إلى تراجع التبرعات، بسبب الخوف، لذلك تحاول جمعية أنصار السجين لكي توازن نفسها، إلزام المتبرعين من اصدقاء الجمعية بالتبرع بمبلغ أكثر، والضغط على المؤسسات الفلسطينية لدعمها.
هي تشعرون انكم تتقومون بالواجب، وما هي نظرة الاسير لعمل الجمعية ؟
لا ندعي الكمال ، ولا ندعي لانفسنا اننا نفي بالمطلوب، لكن بشكل عام شخصياً راض عن اداء الجمعية في ظل الظروف القاتمة، وحبذا لو استطعنا تقديم أكثر مما نقدم، اداء الجمعية يرتبط بالساحة الوطنية العامة، نحن كأسرى محررين نفهم حاجيات الأسير ونعمل باستمرار على ايصال ما يحتاجون ونحاول جاهداً تطوير ادائنا .
لدي مئات الرسائلمن أسرى داخل السجون، خصوصاً بعد ان علم الأسرى ان كل العاملين في الجمعية متطوعين ولا يتقاضون أي راتب، وتربطهم علاقة صداقة حميمة بالجمعية وعلاقة تفاهم ، لان ادارة الجمعية أسرى محررين بما معناه انهم يتفهمون ويفهمون الأسرى ، وهذا يسهل عمل الجمعية ويزيد من الالتفاف حولها.
هل هناك تنسيق مع جمعيات ومؤسسات في نفس جبهة العمل، كمؤسسة الضمير،نادي الاسير الفلسطيني ؟
بالتأكيد، نحن لسنا بصدد التنافس السلبي، بل يجمعنا هدف مشترك، وهدفنا الأول والأخير هو الأسير، لذا فهناك اتصالات دائمة ومكثفة مع جميع الاطراف والفئات والمؤسسات والجمعيات التي تعنى بشؤون الأسرى، وعلاقتنا هي علاقة عمل وصداقة سواء مع الضمير، نادي الاسير، اصدقاء السجين، مانديلا، الحق ، لجنة الدفاع عن مروان البرغوثي .
من المعروف ان الجمعية تعاني من ضغوط اسرائيلية ، كانت هناك عدةحالات لتفتيش مقراتكم ؟ هل يؤثر هذا علىعملكم ؟ وما هو ردكم على هذه الخطوات ؟
يعني ببساطة نحن ملتزمون التزام مبدأي بقضية الأسرى، كل المحاولات والضغط والحصار واقتحام المقرات والاعتقال، لن يؤثر مطلقاً علينا، بل يزيدنا ايمان واصرار ... والطريق طويل ...
منير منصور المناضل الفلسطيني الذي قضى تسعة عشرة عاماً حدثنا عن هذه الفترة، سواء قبل توليك منصب ادارة الجمعية وبعدها ؟
أذكر انهم اعتقلوني للمرة الأولى عام 1972 ، حينما كنت منظماً في صفوف حركة فتح، وأصبت في احدى الاشتباكات ، حيث تم اعتقالي وتم الحكم على بالسجن مدى الحياة ، وكان عمري آنذاك 16 سنة ، وبقيت معتقلاً في السجون الاسرائيلية حتى عام 85 ، في هذه الفترة والتي امتدت 13 عاماً كنت قد بنيت نفسي جيداً فقد درست ، تثقفت، تعرفت على أبعاد جديدة للحياة ، بلورت أفكاري وصغت أرائي ، واكتسبت الخبرة من الرفاق الذين كانوا معي كالمناضل مهدي بسيسو وراجح بشر ، عبد الرحيم عراقي .
درست خلال فترة اعتقالي اللغة الانجليزية والفرنسية ، وتدرجت في المراتب التنظيمية ، وفي عام 83 اختاروني كاصغر موجه عام لحركة فتح في سجن الرملة، وكنت عضو في المرجعية للحركة، خرجت عام 85 في صفقة تبادل أحمد جبريل، تطوعت أثر خروجي في جمعية صوت العامل ، وعادوا الى اعتقالي في 1/12/1990 بتهم مشابه تتعلق بمقاومة الاحتلال ، ودعم المقاومة الفلسطينية ، وهذه الفترة انتهت بالحكم 6 سنوات ، 4 منهم اداري، وكانت التهمة لقاءات مع قيادة حركة فتح، خرجت في 26/1/1996 .
بين الفترتين كنت قد تزوجت ورزقت بصبي وفتاة .
__________________[i][u]

مشكورين

شكرا لك
وبارك الله فيك
اختكم بالله
الملاك الحائر

بارك الله فيك اخي
مشكور